ألا ترى إلى الغيث حين ينزل من السماء يخرج الله به ثمرات مختلفا ألوانها (إنّ في ذلك لآية على التدبير وحسن التقدير ودقة النظم ، وأنّ الله مهيمن على الخليقة).
وإذا نظرت إلى الجبال رأيت فيها جددا بيضا وحمرا وغرابيب سود (وهي تشهد بطبقات الصخور في الأرض ذات الطبيعة المختلفة ، وتشهد أيضا على السيطرة التامة).
وهكذا الناس والدواب والانعام كل منها مختلف ألوانه (واختلاف اللون مع وحدة الخصائص يشهد على حسن التدبير ، كما يشهد على أنّ الخليقة تختلف ، وهكذا الناس ليسوا سواء في درجاتهم ، فليس سواء عالم وجهول) (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) ، وإنّ الذين يتاجرون مع الله بتلاوة الكتاب ، وإقامة الصلاة ، والإنفاق في سبيله سرا وعلانية فان تجارتهم لن تبور ، وإنّ الله يزيدهم من فضله ، وهو غفور وشكور.
والكتاب الذي أنزل على الرسول حق ويصدّق الذي بين يديه ، وقد أورثه الله الذين اصطفاهم من عباده (وهم ورثة الأنبياء من علماء أهل بيت الرسول (ص)) فمنهم ظالم لنفسه (إذ لم يتحمل علم الكتاب كما ينبغي ، بل خلط عملا صالحا وآخر سيئا) ومنهم مقتصد (قد حمل الكتاب بقدر مناسب وهو العالم الرباني الذي يصوم نهاره ويقوم ليله) ومنهم سابق بالخيرات (وهو الإمام الذي بلغ حقّ اليقين).
وجزاؤهم جميعا جنات عدن يدخلونها يحلّون فيها أساور من ذهب ولؤلؤا ، وهم يحمدون الله على ما أذهب عنهم الحزن ، بينما الكفّار يخلّدون في العذاب الشديد ، ولا ينفعهم الصراخ ، ويقال لهم : ألم نعمركم ما يكفيكم للتذكرة ، وأرسلنا