إليكم النذير؟
(ويعود السياق لبيان أسماء الله الحسنى ، مما يوجب علينا تقواه والحذر من عقابه)
فالله يعلم غيب السموات والأرض ، ويعلم ما في الصدور (فعلى الإنسان مراقبته علانية وسرا) وهو الذي يستبدل قوما بآخرين ، وان عاقبة الكفر مقت وخسار ، وأمّا الشركاء المزعومون (لا يقدرون على نجاتهم من عذاب الله ، لأنّهم لا يملكون شيئا) فهم لم يخلقوا شيئا من الأرض ، وليسوا مؤثّرين في تدبير السموات ، ولم يحصلوا على تخويل من الله بإدارة شؤون الخلق ، وإنما يعدون أنفسهم غرورا ، والله يمسك السموات والأرض ويمنعهما من الزوال (فما الذي يصنعه الطغاة والمترفون؟).
(ولعل الآيات الأخيرة من السورة إعادة تأكيد على محاورها) ببيان أنّهم أقسموا بالله انهم يبادرون الى قبول النذير وأكثر من غيرهم ، ولكنهم ازدادوا نفورا بعد أن جاءهم النذير (والسبب أنهم كانوا يريدون العزّة بالكفر والاستكبار ، ويريدون المال بالمكر ، أمّا الكفر فقد أورثهم المقت والصغار ، واما المكر فقد أورثهم الفقر وعاد عليهم بالخسران) ولا يحيق المكر السيء إلّا بأهله.
(وينذرهم السياق بأنّهم يتعرّضون لعاقبة الكفّار من قبلهم) فهل ينتظرون ذلك المصير الذي جرت عليه سنن الله التي لا تبديل فيها ولا تحويل؟! دعهم يسيرون في الأرض لينظروا عاقبة الظالمين من قبلهم.
(وتختم السورة التي تركزت في بيان تدبير الله للخلق ببيان أنّ الله (لَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ ، وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا