أنّ الذنوب التي يرتكبها الإنسان تخلّف آثارها على الواقع الخارجي ، وتتحول إلى سدود أمام هداية البشر وسعادته. أرأيت الذي انتمى الى حزب كافر ، وعمل من أجل انتشار مبادئه الضالة ، وتربية جيل من الناس عليها. هل يقدر على الخلاص منه؟! كلا ... بل يضحى مثله مثل دودة القزّ التي تصنع الشرنقة ثم تموت فيها ، وهكذا الذي أعان ظالما حتى سيطر على البلاد. إنّه يصبح أسير عمله ، وكثيرا ما يسلّطه الله عليه ، ويقتل بسيف البغي الذي سلّه على الناس.
ولعل السدّين هنا إشارة الى آثار الجرائم الخارجية ، بينما الأغلال تشير الى الآثار النفسية لها ، حيث يزين الشيطان للنفس أعمالها حتى تغدو ملكات يصعب تجاوزها.
أمّا الغشاوة فهي الظلمات التي تحيط بالقلب ، فينطفئ فيه الضمير ، ويخبو نور العقل ، ولا يحسّ البشر أنّه واقع في المهلكة ، بل قد يزعم أنّه على صراط مستقيم.
[١٠] وعند ما تتراكم الأغلال الغليظة حول القلب الغافل ، وتحيط بصاحبه سدود الجريمة ، وتغشاه ظلمات الجهل ، يصل إلى الدرك الأسفل فلا ينتفع بالإنذار ويكون مثل قلبه مثل جسم مريض لا يستجيب للدواء ، فلا يرجى شفاؤه.
(وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)
إنّ هذه العاقبة السوء تنتظر كلّ أولئك الذين يغفلون عن ربهم فيختطفهم الشيطان ، ويسترسلون مع الأهواء والظروف حتى تحيط بهم أغلال العادة العصبية ، والعزة بالإثم ، وسدود النظام الفاسد اقتصاديا وسياسيا وثقافيا ، وتغشاهم ظلمات الجهالة ، ولا ينفعهم آنئذ الإنذار. وعلى البشر أن يتجنّب الخطوة الأولى التي تقوده الى الهاوية ، لأنه كلما هبط أكثر كلما كانت جاذبية الهاوية