أولئك تشكّل أغلالا في أعناقهم.
(إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً)
الشهوات غل ، وعادات المجتمع أغلال ، والتكبّر والحسد والعصبيات أغلال.
(فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ)
لعل معناه : أنّ الأغلال عريضة بحيث تأخذ بمجامع أعناقهم وتبلغ الأذقان ، ونستوحي من ذلك أنّ عبوديتهم شاملة.
(فَهُمْ مُقْمَحُونَ)
أرأيت الفرس حينما يسحب لجامه كيف يرفع رأسه؟ قالوا : إنّ ذلك هو المقمح ، وهو لا يملك قدرة الرؤية ، كما لا يستطيع الحركة.
[٩] ويمضي السياق في بيان شقاء هؤلاء الغافلين الذين سدّت منافذ عقولهم (لعله بسبب الأغلال المكبلين بها) فأمامهم سد ومن خلفهم سد ، وعيونهم محجوبة ، فلا ينشطون للتحرك بسبب السدين ، ولا هم يبصرون بأعينهم شيئا.
(وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا)
فلا يقدرون على التقدم ، ولا يمكنهم التراجع عن الغي ، وهم قد أحيطوا بعقبات تصدهم عن السبيل بما اكتسبوا من آثام.
(فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ)
لقد أحاطت بهم خطيئاتهم وغشيتهم فلا يبصرون أنّهم محاطون بالسدود ، ذلك