ولأنّك في خطّهم وعلى السبيل الذي مضوا عليه فلا بدّ أن تهتدي بسيرتهم ، وتنظر الى سنّة الله فيهم.
(مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)
جاء في حديث مأثور عن الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ : «خلق الله عزّ وجلّ مأة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي ، أنا أكرمهم على الله ، ولا فخر. وخلق الله عزّ وجلّ مأة ألف وصي وأربعة وعشرين ألف وصي ، فعلي أكرمهم على الله وأفضلهم» (١)
وجاء في حديث مأثور عن الإمام أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ : «بعث الله نبيّا أسود لم يقصّ علينا قصته» (٢)
وكلّ أولئك الرسل مضوا على هذه السنة ، وهي :
(وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ)
فحتى الآيات التي تشهد على صدق نبوّته ليست بإذنه وإنّما بإذن الله سبحانه.
(فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ)
الذين أعرضوا عن رسالة الله وخالفوا رسله ، وهكذا حين فوّض الرسل أمورهم الى الله سبحانه أحسن الله تدبيره ، وانتقم بشدة ممّن خالفهم ، بعد انقضاء أجلهم.
[٧٩] الآيات الخارقة التي كان المبطلون يزعمون أنّهم إنّما يؤمنون بالرسالة إذا
__________________
(١) تفسير نمونه نقلا عن موسوعة بحار الأنوار ج ١١ ـ ص ٣٠.
(٢) نور الثقلين / ج ٤ ـ ص ٥٣٧.