(وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها)
فهو المحيط علما بما في أكمام الثمرات من فواكه.
قف على شجرة قبل ان تظهر ثمراتها ، إنّك سترى زهورا كثيرة ، ولكن كم تحمل من ثمرة؟ وكم زهرة منها ستسقط وتتلاشى؟ وكم ثمرة ستسقط قبل النضوج؟ وكم ثمرة ستواصل الرحلة الى الأخير؟ إنّك لا تعلم ، ولا أحد يعلم ، ويبقى الله هو العالم بخفايا الأمور ، وخبايا الطبيعة ، ممّا يشكل رزق البشر الأساسي. أمّا عن أبنائه فالله هو المحيط علما بهم.
(وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ)
هل تحمل هذه الأنثى أم لا ، وماذا تحمل؟ أنثى أم ذكر؟ وهل يولد حمله سويّا ، وما هي انعكاسات الطبيعة على جسده ونفسه؟ كل ذلك يردّ علمه الى الله.
إنّ الآية السابقة بيّنت مسئولية البشر عن أفعاله ، وأنّ الله ليس بظلّام لعبيده ، وقد جاءت هذه الآية لتأكيد المسؤولية ، أوّلا : بأنّ الله محيط علما بواقع البشر ، فإليه يردّ علم الساعة عند ما يقوم للحساب ، وهو عالم برزقه ، وعالم بأبنائه ، ثانيا : بنفي الشركاء الذين يزعم البشر أنّ التوسّل بهم يبعده عن عذاب ربّه ، فيؤكد القرآن أنّ الإنسان يضحى يوم القيامة متبرّأ من الشركاء لأنّهم لم يغنوا عنه شيئا.
(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ)
يقول لهم الله : أين الشركاء الذين كنتم تزعمون؟ فيعلنون له إعلانا : والله لا ندري أين الشركاء ، ولا ندري أين ولّوا.
[٤٨] (وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ)