إنّ حبّ الرسول يجعلنا نحب كلّ تابعيه ، وحبّ أهل بيته يسري الى محبّيهم حتى يصبحوا حزبا إلهيّا واحدا ، ويتحابّوا في الله ، ويتزاوروا في الله ، ويتعارفوا في سبيل الله.
هكذا شبّه الرسول حبّهم بسفينة نوح التي وحّدت بين راكبيها ، كما حملتهم الى برّ الأمان.
إنّهم الحبل الذي يشدّ أزر المتمسّكين ببعضهم ، إنّهم النجوم التي توحّد مسيرة المهتدين بهم.
ولأنّ طاعة أهل البيت ، والتمسّك بالقيادة الشرعية الرائدة ، تقتضي جهاد المشركين ، ومقاومة الطغاة والمترفين ، وتحدي تيّار الفساد والضلال ، وبالتالي تقتضي هذه الطاعة الجهاد والإيثار والشهادة ، فقد جعل الله منطلقه الحب الذي به يسهل كلّ صعب ، بل ويتلذّذ الحبيب بما يبذله في سبيل من يحب. ألم تر كيف يصبر المجاهدون في سجون الطغاة على أقسى ألوان التعذيب ، ثم يقولون كما قال حبيبهم محمد (ص) :
«إلهي إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى»
ألم يأتك نبأ أهل الإيثار في سوح القتال ، كيف استساغوا شراب الموت ، وكان عندهم أشهى من العسل ، لأنّهم اتبعوا نهج إمامهم الحسين (ع) الذي قال وهو يعالج سكرات الموت تحت ركام من السيوف والخناجر والسهام والحجارة ، وقد اشتد به العطش ، ووتر بأفضل أهل بيت وأبرّ أصحاب ، قال :
«إلهي رضا برضاك ، لا معبود سواك»
وقالوا على لسانه :