تركت الخلق طرا في هواك |
|
وأيتمت العيال لكي أراك |
فلو قطّعتني بالحبّ إربا |
|
لما مال الفؤاد إلى سواك |
ثانيا : الطاعة الحقيقية هي لله وأمّا المودّة ففي القربى ، نحن لا نطيع القيادة لذاتها أنّى كانت ، إنّما نطيعها لأنّها امتداد لولاية الله سبحانه وتعالى.
الطاعة ليست إلّا لله ولمن أمر الله ، وهذا يتناسب وأجر الرسالة ، لأنّ أجر الرسول هو أن يستمر نهجه ، حيث كان يتطلّع نحو بقاء خطّه الرسالي في الأمّة ، وهذا كان أهمّ أجر تقدّمه الأمة الإسلامية لرسول الله الذي ما ونى لحظة عن تبليغ رسالات ربه ، ولا ادّخر وسعا حتى أمره الله بألّا يهلك نفسه حزنا عليهم ، وقال : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) وقال : (طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) .
وإنّي أعتقد بأنّ كثيرا من أبناء الأمّة الإسلامية قد أقرّوا عيني رسول الله (ص) ، فالذين استشهدوا في صفّين مع الإمام علي (ع) ، والذين استشهدوا في كربلاء مع الإمام الحسين (ع) ، والذين دافعوا عن خطّ الرسالة على امتداد التاريخ وخلال (١٤) قرنا وحتى اليوم .. والمعذّبون في السجون ، وشهداء الحق ، والمجاهدون في كل حقل ، هم شهود على ما أقول. إنّهم قدّموا لرسول الله الأجر ، وليس من الصحيح أن ننظر الى الجانب السلبي من التاريخ ، فليس من المنطقي أن نفتّش في الليل عن الظلام فكل العالم ظلام ، ولكن يبهر أبصارنا فيه نور القمر ، ويلفت انتباهنا ضياء النجوم.
(وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً)
توجد في هذه الجملة لفتة فنية بالغة اللطف والدقّة تتركز في كلمة «يقترف» ،