فهذه الكلمة عادة ما تأتي مقارنة للسيئة وليس للحسنة ، حتى قالت العرب (الاعتراف يزيل الاقتراف) ، فما هو السر في استعمالها هنا؟
إنّ الاقتراف معناه السعي المكثّف للقيام بشيء صعب ، وأصل الكلمة نزع لحى الأشجار أو الجلد الإضافي من الجسم ، ولعلّها استخدمت هنا لأنّ السياق يهدي الى طاعة أولي القربى ومودتهم وهي حسنة بالغة الصعوبة ، فمن أجل تطبيق هذه الآية الكريمة أريقت دماء ، وأطيحت برؤوس ، فليس كلّ إنسان أهلا لأن يكون من أصحاب المودّة.
(إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ)
أي أنّ الله سوف يقدّر هذا العمل البطولي الشجاع ، ويغفر لصاحبه ذنوبه.
وهكذا روي عن الإمام الحسن المجتبى (ع) أنّه قال :
«فاقتراف الحسنة مودّتنا أهل البيت» (١) .
كما روي عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال :
«إنّما نزلت فينا خاصّة أهل البيت في علي وفاطمة والحسن والحسين وأصحاب الكساء عليهم السلام» (٢) .
وروي مثل ذلك عن ابن عباس.
وكلمة أخيرة : لماذا اختار الله أولي القربى لقيادة الأمة؟ هل لأنّهم من صلب الرسول ، وقد أراد ربّنا إكرام نبيّه العظيم بذلك ، وإيتاء بعض أجره في الدنيا ،
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) ص (٥٧٣) .
(٢) المصدر / ص (٥٧٢) .