عليهم الصلاة والسلام من أصحابهم ، ثم الأقرب الى خطّهم في التاريخ ، ومن هنا جاء في الحديث المعروف :
«العلماء ورثة الأنبياء»
من هم العلماء الذين يشير إليهم هذا الحديث؟ إنّهم أولئك الذين يسيرون في خط رسول الله وأهل بيته ، لأنّ القرآن يقول : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ، وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا) فأولى الناس بإبراهيم ليس أبناء إبراهيم ، وإنّما هم الذين اتبعوا إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
وكذلك أولى الناس بمحمّد وآله هم الذين اتبعوهم واتخذوهم قدوة لهم ، ومن هنا
جاء في الحديث المأثور عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) :
«ولايتي لمحمّد أحبّ إليّ من ولادتي منه» .
بلى. حين يريد الله أن يجعل رسالته في ذريّة طيّبة بعضها من بعض ، يختار ذريّة الرسول أكرم الخلق عنده ، وأفضلهم لديه ، فيطّهرهم من الدنس ، ويذهب عنهم الرجس ، ويصطفيهم لدينه ، كما اصطفى آل إبراهيم وآل عمران شخصا شخصا.
وهكذا اجتبى ربّنا أئمة هذه الأمّة من آل الرسول (ص) .
[٢٤] كلّما ذكّرنا ربّنا بأمر عظيم نهر المكذّبين بالقرآن الذين اتهموا رسوله بالافتراء ، لماذا؟ لأنّ التبرير الشائع الذي يلتجئ إليه مرضى القلوب للهروب من مسئوليات قبول أوامر الرسالة المستصعبة هو التكذيب بها ، وهكذا حين جاء الأمر بأداء أجر الرسالة في المحافظة عليها عبر مودّة القربى ثارت عصبية البعض ، وقالوا : إنّما قال هذا لنقاتل عن أهل بيته وننصرهم ، فأنزل الله : (أَمْ يَقُولُونَ) (١) .
__________________
(١) الدرّ المنثور / ج (٦) ص (٦) .