الدين ، ولكن لا يتعجّله بل يسعى إليه عبر مشورة الرجال ، يروي في ذلك علي بن مهزيار عن الإمام الجواد ويقول : كتب إليّ أبو جعفر أنّ : سل خلافا يشير علي ويتخيّر لنفسه ، فهو يعلم ما يجوز في بلده ، وكيف يعامل السلاطين ، فإنّ المشورة مباركة ، قال الله لنبيّه في محكم كتابه : (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) فإن كان ما يقول ممّا يجوز كنت أصوّب رأيه ، وإن كان غير ذلك رجوت أن أضعه على الطريق الواضح إن شاء الله (١)
ومن خلال النصوص الإسلامية التي تأمر بالاستشارة نتبيّن أنّ أفضل الأنظمة الاقتصادية في الإسلام هي التي تجمع أكبر قدر من صفة الشورى ، ولعلّها التعاونيات الاقتصادية التي نستوحي أهمّيتها أيضا من مجمل القيم الإيمانية كالتعاون والإحسان والإيثار وحرمة الترف وحرمة سيطرة الأغنياء على مقاليد السلطة.
وقد حدّدت النصوص معالم الشورى في الحياة الاجتماعية ، فقد روي عن رسول الله (ص) :
«استرشدوا العاقل ولا تعصوه فتندموا» (٢)
وروي عن الإمام الصادق (ع) :
«استشر في أمرك الذين يخشون ربّهم» (٣)
وقال رسول الله ، وهو يوصي أمير المؤمنين (ع):
__________________
(١) المصدر / ص (١٠٤) .
(٢) المصدر / ص (١٠٠) .
(٣) المصدر / ص (١٠١) .