«يا علي لا تشاور جبانا فإنّه يضيّق عليك المخرج ، ولا تشاور البخيل فإنّه يقصد بك عن غايتك ، ولا تشاور حريصا فإنّه يزيّن لك شرّهما ، واعلم يا علي أنّ الجبن والبخل والحرص غريزة واحدة يجمعها سوء الظن» (١)
ومثلما أمر الإسلام بالمشورة أمر المستشار بالنصح ، فحرام أن يمحضك أخوك المؤمن ثقته ثم تخونه بالرأي الباطل والرأي الفطير ..
قال الإمام الصادق (ع) فيما روي عنه :
«من استشار أخاه فلم ينصحه محض الرأي سلبه الله عزّ وجلّ رأيه» (٢)
وبيّن الإسلام كيف ينبغي أن يشير من يطلب منه الرأي ، فقد روي عن الإمام الصادق (ع) :
«لا تكوننّ أوّل مشير ، وإيّاك والرأي الفطير (٣) ، وتجنّب ارتجال الكلام ، ولا تشر على مستبد برأيه ، ولا على وغد (٤) ، ولا على متلوّن ، ولا على لجوج ، وخف الله في موافقة هدى المستشير فإنّ التماس موافقته لؤم ، وسوء الاستماع منه خيانة» (٥)
وكلمة أخيرة : إنّنا نسعى جميعا نحو رحاب الحرية ، ونطالب أولي الأمر بها. أفلا نبدأ بأنفسنا ونشبع أجواءنا بعبق الحرية ، ونبادل الرأي فيما بيننا؟ أفليس أحقّ الناس بالخير الدعاة إليه؟
__________________
(١) المصدر / ص (٩٩) .
(٢) المصدر / ص (١٠٢) .
(٣) قالوا : الرأي قبل التروّي والتعمّق.
(٤) الدني الضعيف رأيا وعقلا.
(٥) المصدر / ص (١٠٤) .