أو ليس أقرب السبل الى الحرية جعلها واقعا يعيش بيننا؟ أو ليست الحرية سلاحا نستخدمه ضد من يصادرها ، وهي قوة تهاب ، وجمال يستهوي اللباب؟
دعنا إذا نبدأ بأنفسنا وداخل أطر التحرك الديني بالذات ، فنتشاور في سائر شؤوننا ، ذلك لأنّ الحاجة الى المشورة تزداد عند ما تخوض الأمة صراعا حضاريا مع الكفّار والمنافقين ..
فقد روي عن الإمام الصادق (ع) :
«ما يمنع أحدكم إذا ورد عليه ما لا قبل له به أن يستشير رجلا عاقلا له دين وورع؟ ثمّ قال : أما إنّه إذا فعل ذلك لم يخذله الله ، بل يرفعه الله ورماه بخير الأمور ، وأقربها الى الله» (١)
وقال الرسول (ص) :
«الحزم أن تستشير ذا الرأي وتطيع أمره» (٢)
وقال الإمام علي (ع) :
«الاستشارة عين الهداية ، وقد خاطر من استغنى برأيه» (٣)
ثمّ وبعد التعرّض للشورى يسرد لنا القرآن مجموعة أخرى من صفات المؤمنين التي تتكامل وصفة الشورى فيقول :
(وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ)
__________________
(١) المصدر / ص (١٠٢) .
(٢) المصدر / ص (١٠٥) .
(٣) المصدر / ص (١٠٤) .