وحقّ للنبي أن يتكأدّه ثقل الوحي ، ولو لا توفيق الله لتصدّع قلبه لتجلّيات ربّه. أو ليست السموات يكدن يتفطّرن من خشية الله؟
ما أعظم هذا القلب الذي يتحمّل كلمات الله ، ويتلقّى أمره مباشرة! إنه حقّا آية عظمي من آيات الله!
ولعلّ توفيق الله وتسديده للرسول والذي تكتمل مقدرته على احتمال حالة الوحي وتجلّي الله العظيم ثم احتمال علم الله وكلماته ، لعل هذا التوفيق يتمثّل في روح القدس التي أنزلها الله على نبيّه ، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال مفسّرا قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) :
«خلق أعظم من من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله وهو مع الأئمة ، وهو من الملكوت» (١)
وقال في تفسير قوله تعالى : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ) :
«خلق من خلق الله أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله يخبره ويسدّده وهو مع الأئمة من بعده» (٢)
(أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ)
كما كلّم الله نبيّه موسى بن عمران (ع) تكليما ، ولكن دون أن يرى شيئا ، وماذا تحتمل العين من عظمة الله ، أرأيت كيف تتلف أنسجة العين ، وتعطب أعصابها ، لو تعرّضت لومضة شديدة من النور الذي خلقه الله ، أو يزعم أحد بأنّ الله
__________________
(١) المصدر / ص (٢١٥) .
(٢) المصدر.