أقلّ نورا من تلك الومضة وقد أشرقت السموات والأرض بنور ربّها؟!
لقد تجلّى ربّك للجبل فجعله دكّا ، وخرّ موسى صعقا ، فإذا لم يصبر موسى على تصدّع الجبل فهل كان يتحمّل تجلّي الله له مباشرة؟!
(أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً)
كما كان ربّنا يبعث جبرئيل لرسله ، ولكن كيف كان يتلقّى جبرئيل وحي ربه؟
حسب رواية عن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّه :
«سأل جبرئيل قائلا : يا جبرئيل : هل رأيت ربّك؟ فقال جبرئيل : إنّ ربي لا يرى ، فقال رسول الله : من أين تأخذ الوحي؟ فقال : آخذه من إسرافيل ، فقال : من أين يأخذه إسرافيل؟ قال : يأخذه من ملك فوقه من الروحانيّين ، قال : فمن أين يأخذه ذلك الملك؟ قال : يقذف في قلبه قذفا» (١)
(فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ)
ولا يحقّ لأحد يتلقّى الوحي أن يتصرّف فيه كثيرا أو قليلا ، بل لا بدّ أن يكون الوحي حسبما أمر الله ، وفي الوقت الذي يأذن الله.
(إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ)
ومن علوّ مجده تساميه من القلوب المريضة ، والنفوس المليئة بالأحقاد والأغلال
__________________
(١) المصدر / ص (٢٥٧) .