وآثار الذنوب ، إنّما الذين يصطفيهم الله لوحيه من طهرت أنسابهم وأحسابهم ، وصفت قلوبهم ، وتسامت نفوسهم ، فالله أعلم حيث يجعل رسالته يختار لها أكرم خلقه ، وأشدهم تسليما وطاعة وإخلاصا.
من هنا لا ينبغي للناس أن يختاروا لقيادتهم إلّا الأعلم الأتقى. أو ليس الله هو المخصوص بالطاعة؟ فلا بد أن يكون أقرب الناس اليه هو الذي يطاع بين الناس بإذن الله.
[٥٢] وهكذا عقد لواء القيادة في هذه الأمّة لرسولنا الأكرم لأنّه تلقّى الوحي من أمر الله ..
(وَكَذلِكَ)
بمثل هذه السبل الثلاث : بالوحي المباشر ، وبالتكلّم من وراء الحجاب ، وببعث الرسول ، تلقّى الرسول كلمات ربّه.
(أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا)
ما هو ذا الروح الذي أوحى الله الى الرسول؟ قالوا : إنّه روح الحياة. أو ليس القرآن حياة القلوب ، وفيه ما يضمن للبشر الحياة الأخروية ، وقد قال ربّنا سبحانه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) . (١)
ولكن يبدو أنّ الروح في منطق الكتاب هو روح القدس ، وقد قال ربّنا سبحانه :
__________________
(١) الأنفال / (٢٤) .