١) (وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) (١)
٢) (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا) (٢)
٣) (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) (٣)
٤) (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا) (٤)
والروح ـ حسب الآية الأخيرة ـ غير الملائكة ، وهو يلقى على الرسل حسب الآية الثالثة ، وهو يحمل الرسالة حسب الآية الثانية ، ويؤيّد به الرسل حسب الاية الأولى.
وفي النصوص أنّه خلق أعظم من الملائكة ، وهو الذي ينزل في ليلة القدر ، ويصعد مع الملائكة في يوم القيامة كما ذكر في الآية الرابعة.
وهو بأمر الله ومن أمره ، فهو إذا من عالم الملكوت المهيمنة على المخلوقات ، وبتعبير آخر : إنّه من عالم الأنوار المتعالية عن عالم الأجسام اللطيفة كالملائكة أو الكثيفة كالبشر ، إنّه في أفق العلم والعقل والحياة والقدرة ، وبذلك فهو من عالم الأمر ، حيث ينزل منه القدر ، ويكون به القضاء.
ويكفينا أن نعرف من الروح هذا القليل الذي يشير الى آياته وعلائمه ومظاهر وجوده وليس الى ذاته ، كما في سائر الأنوار العالية التي لم نعرف علمها إلّا بقدر معرفة آثارها ، وقد قال ربّنا سبحانه : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي
__________________
(١) البقرة / (٨٧) .
(٢) النحل / (١٠٢) .
(٣) غافر / (١٥) .
(٤) النبأ / (٣٨) .