الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال :
«أعظم من جبرئيل وميكائيل ، لم يكن مع أحد ممّن مضى غير محمّد وهو مع الأئمة يسدّدهم ، وليس كلّ ما طلب وجد» (١)
ولكي يزداد الأنبياء يقينا بأنّ الله يؤيّدهم بروح منه ويزدادوا قربا منه بالإنابة إليه والتوبة فإنّ الله يكلهم الى أنفسهم لحظات فتهتزّ قناعاتهم أو يرتكبون ما لا يليق بهم ، كما همّ يوسف بها لولا أن رأى برهان ربّه ، وكما دعا يونس على قومه وكان الأولى أن يصبر عليهم ، وكما سارع داود بالقضاء فذكّرته الملائكة فأناب الى الله.
وقد جاء في حديثين يكمل الثاني منهما الأوّل ما يلي :
عن أبي بصير عن أبي عبد الله (الإمام الصادق عليه السلام) في قول الله : (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا) مخفّفة قال :
«ظنّت الرسل أنّ الشياطين تمثّل لهم على صورة الملائكة» (٢)
وعن أبي شعيب عن أبي عبد الله (الإمام الصادق عليه السلام) :
«وكلهم الله الى أنفسهم أقلّ من طرفة عين» (٣)
هكذا نعرف أنّ نعمة الروح الذي يسدّد به النبي ويعصم من أن ينطق بهوى ليست بأقلّ من نعمة الوحي إن لم يكن أعظم.
__________________
(١) المصدر / ص (٢٦٤) .
(٢) المصدر / ص (٢٦١) .
(٣) المصدر / ص (٢٦٢) .