(ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ)
ذلك أن الكتاب ليس من عبقرية محمّد (صلّى الله عليه وآله) بل من وحي الله.
(وَلَا الْإِيمانُ)
فلو لا الوحي لم يكن النبي يدري شيئا من كتاب ربّه ، ولولا روح القدس لم يبلغ درجة الإيمان ، لأنّ الايمان يتمّ بروح منه.
ولا ريب أنّ الرسول كان مؤمنا قبل الرسالة ، ولكنّ هذا الإيمان كإيمان أيّ بشر آخر كان بالله وبروح منه. ألم يقل ربّنا سبحانه : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (١)
أمّا الرسول محمد (ص) فقد سدّده الله منذ نعومة أظفاره بروح القدس ، حسبما يبدو من كلام أمير المؤمنين عليه السلام :
«وقد قرن الله به ـ صلّى الله عليه وآله ـ من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ، ومحاسن أخلاق العالم ، ليله ونهاره» (٢)
(وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا)
إنّه من الله ، ولأجل كلّ من يشاء الله هدايته ، وليس من الرسول أو خاصّا به فقط.
__________________
(١) الحجرات / (١٧) .
(٢) عن نهج البلاغة / الخطبة (١٩٢) .