[٥٤] (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ)
لقد جرّد فرعون قومه من ثقل العقل والإيمان ، بما أثار فيهم من حبّ الشهوات الرخيصة ، فأطاعوه ، لأنّ الإنسان حينما يملك العقل والإيمان فإنّه سيكون رصينا وموزونا ، لا تحرّكه العواصف ، ولا تزيله القواصف ، بينما إذا فقده كان كريشة تتقاذفه الرياح.
ولقد كان فرعون ـ شأن كلّ الطغاة ـ يعرف أن منطق العقل والعلم والفطرة يؤيّد موسى (ع) ، ولكنّه انحرف عنه الى إثارة العصبيّات ، والتلويح بالإرهاب والإغراء ، وبالتالي إزاغة الناس عن عقولهم الرصينة الى شهواتهم الخفيفة.
وهذا شأن الاعلام الجاهلي اليوم الذي يستخدم آخر إنجازات العلم في إثارة الشهوات ، وبثّ العصبيّات ، وتخويف الناس من الرساليين ، انطلاقا من النزغات الشيطانيّة.
هل سمعت كيف دعا وزير الحرب الأمريكي رؤوساء العرب بدعم إسرائيل ماديّا ، لأنّها تحافظ على عروشهم ضدّ ما أسماه بالتطرّف الديني؟
أسمعت كيف يتّهمون أولياء الله بالإرهاب ، ثم يعذّبونهم ، ويذبحونهم ، ولا من معترض؟
وما نقموا منهم إلّا أنّهم يدعونهم الى التوحيد ، ونبذ الأنداد ، الذين يمثّلهم اليوم مستكبروا الشرق والغرب وعملاؤهم.
لقد قال فرعون وأجهزة إعلامه : لماذا لا يلبس موسى أسورة من ذهب ، ويدعم منطقه بجنود من الملائكة؟ واليوم تقول أجهزة الفراعنة الجدد : ما قيمة شرذمة من