إنذاره ، أمّا هو فقد فوّض أمره الى الله الذي وقاه سيئات ما مكروا ، بينما أحاط بآل فرعون سوء العذاب ، ففي عالم البرزخ يعرضون على النار صباحا ومساء ، وإذا قامت الساعة يذوقون في جهنم أشدّ العذاب.
هنالك حيث لا ينفع الضعفاء تبريرهم بأنّهم إنّما اتبعوا كبراءهم فلذلك لا بد أن يتحملوا عنهم نصيبا من العذاب ، كلا كل من الضعفاء والمستكبرين في النار بحكم الله الذي لا ينقض حكمه أحد.
بينات من الآيات :
[٤١] لا يطيب الموت في فم أحد إلّا أنّ المترفين أشدّ هيبة منه ، لأنّهم أحرص على حياة الدنيا ، وأعمق اغترارا بزخارفها ، ولا بد أن يضرب الدعاء إلى الله على هذا الوتر الحسّاس في أفئدة المترفين ، ويذكّروهم بالموت وما بعد من الجزاء الشديد ، وكفى به موعظة لمن يريد هدى وخلاصا.
وهكذا فعل مؤمن آل فرعون حين ذكّرهم بعاقبة الدعوتين ، دعوة الحق ودعوة الباطل.
(وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ)
إنّهم الآن في النار وقد أحاطت بهم من كلّ صوب ، السياسة طغيان ، والإقتصاد ترف ، والتربية انحراف ، والاعلام ضلالة ، فهم يتقلبون في سرادقات الجحيم ، وإنما يدعوهم المؤمن للنجاة ، بما تحتاجه من همّة وسعي واجتهاد ، ولكنهم يدعونه الى التوغّل في النار.
والآية تشملنا أيضا ، فباستثناء المتقين يعيش الناس في سواء النار ، ما دامت الشهوات تقودهم ، والفساد يحيط بهم ، وقد قال ربّنا سبحانه : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا