وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا) (١)
ونتساءل : كيف نحن جميعا في النار إلّا المتقين؟
أرأيت جرثومة السل في المجهر؟ أو سمعت بفيروس الجذام؟ إنّهما في الواقع يمثلان ذات المرض الذي تظهر أعراضه على المسلول والمجذوم ، ولكنّ الخبير وحده يعرف ذلك ، أمّا الجاهل فتراه يستنكر أن تكون هذه الجرثومة وذلك الفيروس هو ذات المرض .. كذلك خبير المتفجّرات يعرف مدى قوة النار الكامنة في كيلو غرام من مادة متفجّرة حارقة ، أمّا الجاهل فلعلّه يحسبها ترابا ، كذلك الواعون يعرفون أنّ مال اليتيم هو ذاته اللهب إذا أكله الغاصب ، وأنّ الكذب ريحته نتنة تخرج من فم صاحبها وتنتظره على باب جهنم ، وأنّ الظلم اليوم ذاته ظلمات في القيامة ، وهكذا ..
[٤٢] والنار التي يدعو المؤمن للنجاة منها هي الكفر بالله الذي يتمثّل بالشرك به. فما هو الشرك؟ إنّه الخضوع لأحد من دون أن يأذن الله وينزل عليه سلطانا مبينا.
(تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللهِ)
لعلّ قوم فرعون كانوا جاحدين بالله رأسا ، أو كانوا مشركين وشركهم دعاهم الى الكفر ، لذلك قال لهم مؤمنهم :
(وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ)
__________________
(١) مريم / ٧٢.