[٤٤] إذا عرف المبتلى أنّ سبب آلامه سوء اختياره ، وأنّه كان يقدر أن يتقيها بحسن عمله ، ازداد إحساسا بالألم.
وهكذا ذكّرهم داعية الحقّ بأنّهم ـ في يوم الجزاء ـ سوف يذكرون ما قال لهم ، ويعلمون صدقه ، فيضاعف إلى ألم أجسادهم عذاب روحي شديد.
(فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ)
أمّا هو فقد بلغ أقصى درجات اليقين ، ففوّض أمره الى ربّه ، لذلك لا يحتمل قلبه الجدل في تلك الحقائق التي سردها.
(وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ)
(إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ)
فهو يعلم ما في صدور المفوّضين أمورهم اليه من إخلاص ويقين ، ولذلك فهو يأخذ بأيديهم.
ولعل ختام الآية يهدينا الى شرط التفويض ، وهو أعلى درجات اليقين ، وهو الإخلاص.
وهناك شروط أخرى للتفويض نجدها في الحديث الذي رواه البعض عن الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ :
المفوّض أمره إلى الله في راحة الأبد ، وعيش الدائم الرغد ، والمفوّض حقّا هو الفاني عن كلّ همّة دون الله تعالى ، كما قال أمير المؤمنين علي : رضيت بما قسم الله لي ، وفوّضت أمري إلى خالقي ، كما أحسن الله فيما مضى كذلك يحسن