أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمّد بن سعد ، أنبأنا محمّد بن عمر ، وحينئذ.
وأخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة.
أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأنا أحمد بن سليمان ، أنبأنا الزّبير بن بكّار ، حدّثني إبراهيم بن المنذر ، عن الواقدي ، عن الضحاك بن عثمان ، عن أهله ، قالوا : قال حكيم بن حزام : كنت أعالج البزّ في الجاهلية فكنت رجلا تاجرا أخرج إلى اليمن وإلى الشام في الرحلتين فكنت أربح أرباحا كثيرا وأعود على فقراء قومي ونحن لا نعدّ شيئا نريد بذلك ثراء الأموال والمحبة في العشيرة.
وكنت أحضر الأسواق وكانت لنا ثلاثة أسواق : سوق بعكاظ يقوم صبح هلال ذي القعدة فيقوم عشرين يوما ويحضره العرب ، [وابتعت زيد بن حارثة لعمّتي خديجة بنت خويلد ، فأخذته بستمائة درهم ، فلما تزوجها رسول الله صلىاللهعليهوسلم سألها زيدا ، فوهبته له ، فأعتقه رسول الله صلىاللهعليهوسلم](١) وابتعت [حلة](٢) ذي يزن فكسوتها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فما رأيت أحدا قط أجمل ولا أحسن من رسول الله صلىاللهعليهوسلم في تلك الحلة.
ويقال : إن حكيم بن حزام قدم بالحلة في هدنة الحديبية ، وهو يريد الشام في عير فأرسل بحلة إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأبى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يقبلها وقال : «إني لا أقبل هدية مشرك» [٣٦٨٨].
قال حكيم : فجزعت جزعا شديدا حين زهد هديتي فبعتها بسوق النبط من أول سائم سامني ، ودس رسول الله صلىاللهعليهوسلم زيد بن حارثة فاشتراها فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يلبسها بعد.
وكان سوق مجنّة يقوم عشرة أيام حتى إذا رأينا هلال ذي الحجة انصرفنا ، فانتهينا إلى سوق ذي المجاز فقام (٣) ثمانية أيام. وكل هذه الأسواق ألقى بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم يستعرض القبائل عليه حتى بعث ربه عزوجل له قوما أراد بهم كرامته ، هذا الحي من
__________________
(١) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر ابن منظور ٧ / ٢٣٥ وسير الأعلام ٣ / ٤٧ ومكانها بالأصل : «وكان ابن سعد بها» كذا وفي م أيضا كالأصل.
(٢) زيادة عن مختصر ابن منظور.
(٣) الأصل : «فتام» والمثبت عن م.