عمر الواقدي (١) ، حدّثني معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيّب ، وعروة بن الزبير ، قالا (٢) : نا حكيم بن حزام ، قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحنين مائة من الإبل فأعطانيها (٣) ، ثم سألته مائة فأعطانيها ، ثم قال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا حكيم بن حزام إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيها ، ومن أخذه باشراف نفس (٤) ثم لم يبارك له فيه ، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن (٥) تعول» [٣٦٩٥].
قال : فكان حكيم يقول : والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا فكان عمر بن الخطاب يدعوه إلى عطائه فيأبى أن يأخذه فيقول عمر : أيها الناس إني أشهدكم على حكيم أني أدعوه إلى عطائه فيأبى أن يأخذه.
قال ونا محمّد بن عمر ، نا ابن أبي الزناد (٦) ، قال : أخذ حكيم المائة الأولى ثم نزل.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، وأبو المعالي ثعلب بن جعفر السراج ، قالا : نا عبد الوهاب ، نا عبد الدائم بن الحسن القطان ، أنبأنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أبو العباس عبد الوهاب بن عتّاب الزّفتي ، نا أحمد بن الخوارزمي ، نا أبو معاوية ، نا هشام ، عن أبيه ، عن حكيم بن حزام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لأن يأخذ أحدكم أحبله ثم يأتي هذا الجبل فيحتطب حزمة من حطب ، فيحملها على ظهره ، ثم يأتي السوق فيبيعها ، ويأكل ثمنها خير له من أن يأتي رجلا فيسأله ، أعطاه أم منعه ، ومن سألنا أعطيناه ، واليد العليا خير من اليد السفلى» فقلت : يا رسول الله ومنك؟ قال : «ومني» قال حكيم : فقلت لأحزم والله لا تكون يدي تحت يد رجل من العرب بعدك أبدا [٣٦٩٦].
أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد ، أنا أبو الطّيّب عبد الرزاق بن عمر :
__________________
(١) الخبر في مغازي الواقدي ٣ / ٩٤٥.
(٢) بالأصل : قال.
(٣) زيد في الواقدي للمرة الثالثة : ثم سألته مائة فأعطانيها».
(٤) لم ترد في الواقدي.
(٥) بالأصل «ثم» والمثبت عن الواقدي.
(٦) بالأصل : «نا أبو الزياد» والمثبت عن الواقدي.