أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو الفضل جعفر بن الحسين بن محمّد الماوردي المقرئ ، وأبو سعد عبد الرّحمن بن منصور بن رامش ، قالا : أنا أبو محمّد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بامويه ، أنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد البصري ، نا أبو سعيد السكري ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني عمر بن عثمان ، حدّثني رجل من أهل منبج ، قال : قدم علينا الحكم بن المطّلب بن عبد الله بن المطّلب بن حنطب ، ولا مال معه ، فأغنانا كلنا ، فقلت : كيف ذاك؟ قال : علمنا مكارم الأخلاق ، فعاد غنينا على فقيرنا فغنينا كلنا ، ثم يقول عمر بن عثمان الراتجي (١) يرثي الحكم بن المطّلب :
ما ذا بمنبج لو تعست (٢) مقابرها |
|
من التهدّم بالمعروف والكرم |
سألوا عن الجود والمعروف ما فعلا |
|
فقلت : إنهما ماتا مع الحكم |
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا علي بن الحسن الرّبعي ، نا أبي ، عن العتبي ، قال : قيل لنصيب : هرم شعرك ، قال : لا ولكن هرم الجود والمعروف ، لقد مدحت الحكم بن المطّلب بقصيدة فأعطاني أربعمائة شاة وأربعمائة دينار وأربعمائة ناقة (٣).
قال العتبي : وأخبرني رجل من منبج ، قال : قدم علينا الحكم وهو مملق لا شيء معه ، [فأغنانا](٤) قال : كيف أغناكم وهو مملق لا شيء معه؟ قال : علمنا المكارم ، فعاد أغنياؤنا على فقيرنا (٥) ، فاستوت الحال.
قال العتبي : وأعطى الحكم بن المطّلب كل شيء يملكه حتى إذا نفد ما عنده ركب فرسه وأخذ رمحه يريد الغزو فمات بمنبج ، وفي ذلك يقول ابن هرمة الشاعر :
سألا عن الجود والمعروف أين هما |
|
فقيل : إنهما ماتا مع الحكم |
ما ذا بمنبج لو تنشر (٦) قبورهم |
|
من المقدم بالمعروف والكرم |
__________________
(١) اللفظة مهملة بالأصل وم ، والمثبت عن أمالي القالي (النوادر ص ٣١٦) وذكر البيتين ، والبيتان في ابن العديم ٦ / ٢٨٧٢ ونسبهما لابن هرمة.
(٢) على هامش الأصل : نشرت.
(٣) الخبر في ابن العديم ٦ / ٢٨٧١.
(٤) الزيادة عن ابن العديم.
(٥) ابن العديم : «فقرائنا» وفي أمالي القالي : غنيّنا على فقيرنا.
(٦) ابن العديم : تنبش.