أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو الفضل جعفر بن الحسين ، وأبو سعد عبد الرّحمن بن منصور ، قالا : أنا عبد الله بن يوسف ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا أبو سعيد السكري ، نا الزبير بن أبي بكر ، حدّثني القاسم بن معتمر ، حدّثني ابن معيوف ، عن أبيه ، قال : كنت فيمن حضر وفاة الحكم بن المطّلب بمنبج ، فشد عليه فقال إنسان : اللهم هون عليه ، فأفاق فقال : من المتكلم؟ فقالوا : فلان ، فقال : هذا ملك الموت يقول : إني بكل سخيّ رفيق ، قال : ثم لم يتكلم بعدها حتى مات (١).
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، قال : وسمعت القاسم بن محمّد بن المعتمر بن عياض بن حمنن بن عوف ، يحدث أبي رحمهالله بمنى في سنة أربع وتسعين ومائة ، قال : حدّثني حميد بن معيوف عن أبيه ، قال : كنت فيمن حضر الحكم بن المطّلب عند موته فلقي من الموت شدّة ، فقلت : ـ أو قال رجل ممن حضر وهو في غشية : اللهم هوّن عليه فإنه كان وكان ، يثني عليه ، قال : فأفاق فقال : من المتكلم؟ فقال المتكلم : أنا ، فقال : إن ملك الموت يقول لك : إني بكل سخي رفيق ، فكأنما كانت فتيلة أطفئت.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا القاضي الحسين بن إسماعيل ، نا عبيد الله بن أبي سعد ، حدّثني أبو عبد الله محمّد بن إسحاق المسيبي ، حدّثني القاسم بن محمّد بن المعتمر بن عياض بن حمنن بن عوف بن أخي عبد الرّحمن بن عوف ، قال : حدّثني حميد بن معيوف الحمصي ، عن أبيه ، قال : كنت ممن حضر الحكم بن المطّلب بن عبد الله بن حنطب بمنبج ، وهو يجود بنفسه ، ولقي من الموت شدة ، فقلت : ـ أو قال رجل ممن حضر وهو في غشية ـ : اللهم هوّن عليه فإنه كان وكان ، يثني عليه ، قال : فأفاق فقال : من المتكلم؟ فقال المتكلم : أنا ، قال : فإن ملك الموت يقول لك : إني بكل سخي رفيق ، قال : وكان كأنما كانت فتيلة أطفئت ، قال القاسم بن محمّد : فلما بلغ موته ابن هرمة رثاه فقال :
سألا عن الجود والمعروف أين هما |
|
فقلت : إنهما ماتا مع الحكم |
__________________
(١) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٦ / ٢٨٧٥.