ذكر أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، فيما قرئ بخطه ، نا أبو العباس محمّد بن يزيد المبرّد ، نا التنوخي ـ يعني عبد الله بن محمّد ـ ، عن أبي عبيدة ، عن العباس بن جابر السّلمي قال : استوقف خالد بن هشام الجعفري الحارث بن أبي شمر الغسّاني ، فأخذ بطرف ردائه ، وقال : الأمل ذمام لا يعترضه لديك تكذيب ، ولي همّة لا تصاحبني على شكر غيرك ، ولا حمل صنيعة لسواك ، وما أريق ماء وجه سائلك ، ولا اسودّت مطالب آملك ، وأنت نعمة دهر تطلب بها ماء الحياة ، ثم أنشده :
أراك مزيل النازلات إذا غدت |
|
علينا بحمل المثقل المتفادح |
قال : حاجتك؟ قال : ديات حملها رجائي وأملي ، وقصّر عنها وجدي ومالي. فأمر له بمائة ناقة وألف شاة ، ثم قال لأخيه : لا تزال في نعم ما طرقتنا مضر بحاجاتها.
١٩٢٥ ـ خالد بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد
ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ (١)
وفد على الوليد بن عبد الملك.
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، قال : ومن ولد هشام بن إسماعيل : خالد بن هشام بن إسماعيل ، حدّثني محمّد بن مسلمة عن عمه محمّد بن يحيى بن محمّد بن هشام ، قال : سابق الوليد بن عبد الملك بين الخيل فجاء فرس لخالد بن هشام بن إسماعيل سابقا ، فقال الوليد : لمن هذا الفرس؟ فقال خالد : هذا فرس أمير المؤمنين الذي أهديت له البارحة ، فقال : وصل [الله](٢) رحمك ، قد قبلنا هديتك وسوغناك سبقك ، وعوضناك منه ألف دينار ، وفي رواية أخرى وكان الوليد يجزع إذا سبق.
قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن ، عن عبد العزيز (٣) بن أحمد ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا
__________________
(١) ترجمته في بغية الطلب ٧ / ٣١٧٣ والوافي بالوفيات ١٣ / ٢٦٩.
(٢) الخبر في المصدرين السابقين ، والزيادة عنهما.
(٣) بالأصل : «عبد العزى» والصواب عن م ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٤٨.