الرّوياني ، نا خالد بن يوسف بن خالد أبو الربيع السّمتي ، نا أبو عوانة ، عن يعلى بن عطاء ، عن عبد الله بن خراش (١) ، عن أبيه قال : نزل عمر بن الخطاب الجابية قال : فمر معاذ بن جبل وهو في مجلس قال : فقال له : يا معاذ ائتني ولا يأتيني (٢) معك أحد ، قال : يا معاذ ما قيام هذا الأمر؟ قال : الصلاة وهي الملة ، قال : ثم مه؟ قال : ثم الطاعة وسيكون اختلاف ، قال : فقال له عمر : حسبي ، وأراد أن يزيده قال : فلما ولي عمر قال معاذ : أما ورب معاذ ما سنيك بشرّ سنيهم.
قال : وأخبرني أنه سمع عمر يدعو على المنبر يقول : اللهم ثبتنا على أمرك ، واعصمنا بحبلك ، وارزقنا من فصلك.
١٩٥١ ـ خراش بن بحدل الكلبي (٣)
شاعر فارس.
ذكر أبو العباس محمّد بن يزيد المبرّد فيما حكاه عبد الله بن سعد القطربلي عنه وقرأته بخطه ، قال : حدّثني الرياشي قال : وقف خراش بن بحدل الكلبي على عبد الملك بن مروان بعد أن ملك فقال :
أعبد المليكة ما شكرت بلانا |
|
فكل في رخاء العيش ما أنت آكل |
بجابية الجولان لو لا ابن بحدل (٤) |
|
لكنت وما يسمع لقيلك قائل |
وكنت إذا دارت عليك عظيمة |
|
تضاءلت إن الخاشع المتضائل |
فلمّا علوت الناس في رأس شاهق |
|
من المجد لا يسطيعك المتطاول |
قلبت لنا ظهر العداوة معلنا |
|
كأنك مما يحدث الدهر جاهل |
فقال عبد الملك : أراك احتجت إلى المال (٥)؟ قال : أجل ، قال : فأيّه أحب إليك؟
__________________
(١) الأصل وم : حراس.
(٢) كذا بالأصل وم.
(٣) ترجمته في بغية الطلب ٧ / ٣٢٢٦.
(٤) يعني حسان بن بجدل والدور الذي لعبه في الاجتماع اليمني الذي عقد بالجابية بعد موت أبي ليلى معاوية بن يزيد بن معاوية في وصول مروان بن الحكم كمرشح تسوية أو اجماع بين الأجنحة الأموية المختلفة وقد لبى مروان بن الحكم جميع شروط حسان بن بجدل (انظر الإمامة والسياسة بتحقيقنا ٢ / ٢١ ومروج الذهب ٣ / ١٠٤).
(٥) الأصل : الملك ، والمثبت عن ابن العديم وم.