فلما استطار كل واحد منهما في صاحبه قال البعيث (١) :
أشاركتني في ثعلب قد أكلته |
|
فلم يبق إلّا رأسه وأكارعه |
فدونكم (٢) خصييه وما ضمّت استه |
|
فإنك رمّام (٣) خبيث مراتعه |
قال : وسقط البعيث بينهما ، ولجّ الهجاء نحوا من أربعين سنة ، ولم يغلب واحد منهما على صاحبه ، ولم يتهاج شاعران في العرب في جاهلية ولا إسلام بمثل ما تهاجيانه (٤) وأشعارهما أكثر من أن نأتي عليها (٥) ، ولكنما نكتب منها النادر.
١٩٤٧ ـ خداش بن مخلد البصري
سكن أطرابلس من ناحية ساحل دمشق.
وحدّث عن أبي عاصم النبيل ، ومحمّد بن عبد الله الأنصاري ، وقبيصة ، وأبي الوليد ، وقيس بن حفص الدارمي.
ـ في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب ـ أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا حمد بن عبد الله ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٦) : «خداش بن مخلد البصري نزيل أطرابلس على شاطئ البحر.
روى عن أبي عاصم النبيل ، ومحمّد بن عبد الله الأنصاري ، وقبيصة ، وأبي الوليد ، وقيس بن حفص الدارمي. كتبت عنه بأطرابلس ، وهو صدوق.
__________________
(١) البيتان في طبقات ابن سلام ص ١٢٧ ومعجم الأدباء ١١ / ٥٥.
(٢) ابن سلام : فدونك.
(٣) ابن سلام : رماح.
(٤) ابن سلام : تهاجيا به.
(٥) الأصل وم : عليهما ... يكتب.
(٦) الجرح والتعديل ١ / ٢ / ٣٩٠.