الشقيري ، فترجم للتركية كلام مفتي دمشق ، والبيتين المذكورين ، وشرح مقاصد المفتي الموما إليه مما كان له أحسن وقع في النفوس على العادة في كل ما يقوله الأستاذ حفظه الله وأبقاه.
من أجمل المشاهد التي أقيمت ليلة أمس احتفاء بأنور باشا مواكب المصابيح التي اشترك فيها طلاب المدرسة العسكرية وطلاب مدرسة الدرك والجنود النظامية ، وقد كانوا حاملين بأيديهم المصابيح يطوفون في باحة الولاية وباحة البلدية على أشكال مختلفة ، تلذ الأعين رؤيتها وتدل على حسن ذوق مرتبيها ، حتى أنك كنت ترى هاتين الباحتين كبحر زاخر بأمواج من النور.
في الساعة العاشرة زوالية قبل ظهر الثلاثاء في (١٩ ربيع الثاني سنة ١٣٣٤ ه) قابل دولة أنور باشا أركان العسكرية وأمراءها وهم بالكسوة الرسمية الكبرى ، وعلى أثرهم قابل عطوفة عزمي بك والي سورية يرافقه أركان الولاية وبعد من ذكرنا قابله عطوفة رئيس بلدية دمشق ورجال الجمعيات والعلماء والأشراف والسراة ورجال الصحافة ومشايخ دروز حوران ، فحياه الجميع مرحبين بدولته ، وقد كان دولته ـ حفظه الله ـ يقابل الجميع بلطفه وبشاشته المعتادين.
وقبل ظهر ذاك اليوم زار صاحبا الدولة أنور باشا وجمال باشا المستشفيات في دمشق ، وعادا المرضى مطيبين خواطرهم ، ومبينين لهم شرف الجهاد.
ظهر ذاك النهار أدّب كاظم بك مفتش المنزل مأدبة فاخرة لدولة أنور باشا حضرها دولة أحمد جمال باشا وأركان حربهما ورجال الفيلق الثامن وأركان الملكية.