وطلاب مدرسة العسكرية مع موسيقاهم ، وطلاب مدرسة الصنائع مع موسيقاهم ، وطلاب مدرسة الدرك ، وشرذمة من فرسان الرولة ، وقد وقف أمراء العسكرية والملكية والعلماء والسراة ورجال الصحافة بانتظام أمام جسر الذخيرة ، وفي الساعة التاسعة زوالية سارت على بركة الله السيارة المقلة لدولتي البطلين من أمام الفندق الهوينا ، والموسيقات تحييهما ، والألوف المؤلفة من الأهلين الذين لا يدرك الطرف آخرهم تهتف لهما رافعين أصواتهم بالدعاء لهما ، وقد سارا على هذا المنوال حتى وصلا إلى جسر الذخيرة ، وهنالك وقفت السيارة فنزلا منها ، فحياهما الشريف السيد فيصل بك نجل مولانا أمير مكة المكرمة ، فعطوفة والي سورية ، ومن ذكرنا من الذين كانوا مصطفين هناك ، وتلا إذ ذاك أبو الخير أفندي عابدين مفتي دمشق دعاء موجزا ، دعا فيه للخليفة الأعظم وللبطلين الكبيرين وغيرهما ممن يخدمون دولة الخلافة بنية خالصة لله ورسوله ، وارتجل بعده عطوفة علي رضا باشا الركابي رئيس بلدية دمشق بضع كلمات شاكرا لهما باسم الدمشقيين ، ثم ركبا السيارة ، وسارا على بركة الله إلى بعلبك ، وهناك شيع القائد العام أحمد جمال باشا وناظر البحرية صديقه ورصيفه أنور باشا وكيل القائد الأعظم وناظر الحربية الجليلة ، فركب ضيف سورية القطار إلى حمص التي احتفلت بمقدمه الكريم احتفالا عظيما ، وتليت بحضرته بعض الخطب ، منها خطبة محمد علي أفندي مدير مكتب الاتحاد ، وقصيدة توفيق أفندي الأتاسي من فضلاء تلك المدينة ، وثلاثة أطفال خطبوا خطبا جميلة راقت السامعين.
«قصيدة توفيق أفندي الأتاسي»
هذا الجلال وهذه الأنوار |
|
قد أشرقت فلتهنأ الأبصار |
يا ثغر سوريا ابتسم أنسا فأف |
|
واه الهنا لثمتك والأقمار |