تعريب خطاب عبدي توفيق بك من المحررين العثمانيين الذي ألقاه
في سينما جناق
قلعه باسم جمعية الاتحاد والترقي في المأدبة التي أدبتها الجمعية المشار إليها ؛ إكراما
لصاحبي الدولة أنور باشا وجمال باشا القائدين العظيمين :
نحيي ونكرم بكمال الاحترام ركنين عظيمين مهابين من جيشنا في هذه البناية الصغيرة الكبيرة معنى ؛ لأنها تحمل اسم جناق قلعة الذي أضحى أنشودة الظفر بألسنة العالم أجمع ، وقد سميت به تذكارا لأمجاد الأبطال الأسود من العثمانيين الذين دافعوا عن جناق قلعة جاعلين صدورهم الطافحة بالحمية متراسا حيّا لأبواب دار الخلافة العثمانية تجاه دوارع مدهشة لعدوين عقورين ومدافعهما التي تنثر الموت والنار ورشاشاتهما وشظايا الشربنيل وقنابلهما ورصاصاتهما ، وإننا نحن وحلفاؤنا المحترمون العظام سنستمر بكمال المتانة على القيام بمهمتنا ، ألا وهي إنزال ضربات أشد على رءوس أعدائنا المشتركين ، بينا نحن نسمع بآذاننا مفاخرين أنين أعدائنا واضطرابهم مما نلناه من الانتصارات في الساحات الحربية المختلفة ، وما أنزلناه على رءوسهم من الضربات القهارة.
إن الضربات الأليمة ـ بل المنبهة ـ علمتنا جيدا ، ففهمنا أن عامة الأعمال الكبيرة كانت أم صغيرة لا تقوم إلا بالرعاية حرفيّا لجميع قواعد الدستور المسمى «الواجب» فالنجاح لا يضمن قط إلا بفضل ذلك.
إن الجيوش التي حاربت في ساحات الحرب أمس هي نفس الجيوش التي تحارب اليوم ، ودم الأشخاص الذين يؤلفونها هو نفس الدم العثماني منذ ستمائة سنة ، إلا أن الذي كان يسقط الجيش ـ لا بل الأمة ـ طورا إلى الحضيض ، وطورا