أقوال صحف دمشق والشعراء
جاء في المقتبس بقلم أحد محرريه شقيقنا أحمد كرد علي
إجلال الأبطال
يقول أحد فلاسفة الغرب :
«فضيلة إجلال الأبطال هي الصخرة الراسخة التي تمنع الدول من السقوط».
وعلى هذا ، فإذا كان حلفاؤنا الألمان يجلون أبطالهم أمثال غليوم وهند نبورغ ، والنمسويون يجلون ، ومن ماثلهما من الأبطال العظام في الحرب الحاضرة ، والعثمانيون ـ لا بل المسلمون ـ يجلون أبطال الإسلام أمثال أنور باشا وجمال باشا ؛ يخدمون بإجلالهم دولتهم ووطنهم ؛ إذ إن الدولة هي ذاك العرش المعنوي المقدس بلسان كل وطني وقلبه ، لا بد له من أبطال يحمون ذماره ، ويدفعون عنه عوادي من يحاولون إيذاءه من أعدائه اللئام ، فإذا أجل الناس الأبطال فإنهم يجلون تلك القوة العظيمة ، تلك القوة المحبوبة ، التي دفعت عنهم وتدفع هجمات العدو المداهم لهم ، وهتك عرضهم وترميل نسائهم وتيتيم أطفالهم ولا يفعل العدو هذا الفعل إلا ليبني لأبناء جنسه مجدا من هتك شرفنا وعزنا ، وسعادة من تدمير بيوتنا واستصفاء أرضنا ومرتعا من أزهاق أرواحنا ، يريد الأعداء أن يقتلونا ويجلونا عن بلادنا ؛ ليتمتعوا هم أنفسهم بهوائها البليل ومائها العذب ، يريدون امتلاك أراضينا ؛ ليأكلوا هم ما تنبته الأرض من الخيرات ، وما تحمله أشجارنا من يانع الأثمار.