هذا اليوم هو عيد مبجل يضم على تاريخها ؛ وأعني اليوم المبارك الذي شرف به حضرة أنور باشا أكبر أولاد الوطن وأجلهم ، وزار دمشق ، فأحيا ربوعها ، وأظهر شأنها الإسلامي والعثماني ، فكان قدومه ووطء أقدامه في دمشق فخرا لها وإسعادا.
إن أفق الحاضرة الذي يمنحنا يوما ميمونا قد كانت فيه قلوب العامة والخاصة مملوءة بالمسرات منذ لمعت شمسه ، والأهلون استقبلته استقبالا مهمّا ، فكانت تسعى في إعداد الوسائل التي تليق به إجابة لنداء الإلهام القلبي.
إن يوما كان له شأن وشرف عظيم توجت به صحف التاريخ العثماني ، ورفعته إلى مقام يميز عن تاريخ صوقوللي باشا وسنان باشا ونابوليون هو يوم شرف به وكيل الحضرة السلطانية المحبوب منا والمحترم عندنا ، وزار فيه مباني بلدة دمشق الرسمية والخصوصية ورايات الظفر تلمع براعة استهلال لشأن العثمانيين وشوكتهم.
كل طلعة كانت مشرقة بالسرور لامعة بالأشواق والأفراح ، اليوم لبست دمشق لباس سعد وهناء ، وجاء أفراد الأمة وقلبهم يخفق بالعثمانية ، وشاهدوا نور طلعة القائد العالي الشأن ، ونور طلعة حضرة جمال باشا قائد الجيش الرابع ، وساعده الأقوى ، ولأجل إظهار شعورهما الصحيح قد جلسا في صدر الموقع في ذلك النادي الفسيح ...