أبطال الدنيا الذين خدموا الحرية والحق منذ تكوّن الإنسانية حتى الآن ، فما تلمس الأرض إلا برجليك وبرأس سيفك.
تقدم وادخل أرض سورية التي يعرف أهلها أن الحرية هي كلمة مرادفة لاسم أنور.
سر في رحب هذه البلاد التي ملئت من آثار أخيك البطل جمال أمجادا ، وإذا رأيت أن سورية تصارع ويلات الحرب ، فلا تكتفي بالغلبة عليها ، بل تصعد أيضا على مدارج الارتقاء ، فاعلم أنها مدينة بذلك للرجل المحارب المتشرع المصلح ، مدينة لحامل مبدئك ، والمتحلي بفضائلك ، مدينة للبطل جمال.
عندما ارتجت الأمم لصدمة الارتجاع الأول في ٣١ مارت ، كنت في بيروت فرأيت مع أخوتي الاتحاديين ، أمل الشعب بحريته ينقلب إلى اليأس المريع ، رأيت الأمة مرتجفة ؛ إذ سمعت صرصر الاستبداد يزمجر من بعيد ، فارتمت إلى الأرض تعفر وجهها بالتراب. وقفت إذ ذاك ، وقلت لهم : ان الأستانة قد أغلقت أبوابها بوجه الأحرار ، ولكن أسد الاتحاد لم يربض إلا ليثب ، وسوف ترون السيوف لامعة تقصف من حولها الرعود.
قلت لهم ذلك وفوق ذلك ، فبقي الشعب واجفا يتلفت مرتعشا ، فصرخت بهم إذ ذاك :
«ان صوت أنور بك يدوّي في الآفاق ، ولمعان سيفه يشق ظلمة الأفلاك».
فرفع الشعب رأسه وانتفض كسلك مسه الكهرباء. فكان ذكر اسمك كافيا ليرفع رأسه ، ويبرق محتجا مطالبا بحريته وحياته ، ها أنت في سورية يا