متى انتهيتم إلى أشهر دور علوم الإسلام ؛ وأعني به : الأزهر المظلوم ، احملوا إليه تعظيماتنا ، وقولوا له قولا لا شائبة فيه : إن إخوانكم الأحداث الذين ولدوا في الحياة العلمية يقطعون اليوم المراحل في سماء الترقي بالسير السريع على ما يقتضيه حال هذا العصر ، وهم عقدوا العزم أن يلحقوا بكم ويتتبعوا خطاكم.
جمع طلبة الصلاحية بين اسم صلاح الدين الأيوبي العظيم ، وبين اسم جمال باشا العظيم ، فكلاهما تاج ابتهاج لهذه المدرسة ، وكلاهما سراج وهاج في قلوب أهل الإسلام كافة ، ولقد آلت مدرستنا على نفسها أن تذكر الأول كل يوم بالرحمة والترضي ، والثاني بالخير والاحترام ، ستعيش الصلاحية بفضل هذه الأسماء الكبرى كما ستخلد لهذه الأسماء شهرة حسن الأثر ، نحن قد دخلنا في مضمار الحياة ، وهذه غايتنا ومنتهى رجائنا أن يتخرج طلبة يلقبون باسمكم العالي ، فإلى الله نتوسل ألا يخيب أملنا.
استبشرت كليتنا بأن أولاها الشرف اليوم بزيارته هذا العظيم وكيل القائد الأعظم الذي عرفت الأرض عظم نفسه ، واشتهر اسمه اللامع بما قام به من الأعمال المجيدة في أكثر أرجاء الشرق والغرب ، وكلما ذكر يذكر بالإعجاب والاحترام. لا جرم أن قدومه ـ والكلية في سنتها الأولى ـ يوفر لها السعد والسعادة ، وسيكون تأثير زيارته إلى الأبد عاملا من عوامل الارتقاء والشرف.
إن طلبة الصلاحية سيجعلون اسمه المحترم في أعز مكان من قلوبهم ، كما جعل ذلك كل فرد ، بل أمته برمتها ، ويعرفون أنفسهم بعد الآن أن لهم ارتباطا بهذا الاسم العظيم عن أمم ، ولذلك فلنهتف كلنا معاشر الصلاحيين من فم واحد :
ليحي حضرة أنور باشا وحضرة جمال باشا.