العظمى عليه الصلاة والسلام أن يمن بالنصر العاجل للجيش والأسطول السلطانيين ، وأن يبقي أهل الإسلام على الدوام سعداء مسرورين في عز ورفاهية.
وبعد أن أديا صلاة الصبح يوم السبت دخلا على تلك الصورة إلى الحجرة المباركة ، وأخذا بإطفاء القناديل بأنفسهما ، ووضعا بأيديهما مكانها مصابيح جديدة ، وتشرفا بكنس جوار السدة السنية ، وتنظيفها له ، ثم شخصا إلى جنة البقيع الكائنة في جوار الحظيرة المقدسة ، فدخلا المقبرة ، وزارا مراقد الأزواج الطاهرات وأهل البيت وسيدنا عثمان بن عفان ، وأساطين المسلمين ، وأعاظم علمائهم فردا فردا.
ثم بعد العصر ، ذهبا إلى زيارة المحافظ في بيته ، فبعض المعاهد العسكرية ، ثم بعض المستشفيات العسكرية ، ثم أحييا ليلة السبت بالمدينة المنورة بذكر الله ، فجمعا مشايخ الطرق ، وقطعوا الليلة بذكر الله ، ثم قسمت الهبات الجزيلة من غنم وأوز وسمن ونقود بما جعل الألسنة داعية والقلوب شاكرة.
ثم في الساعة الرابعة من يوم السبت بعد أن زارا البقيع طالبا من شيخ الحرم أن يجمع حضرات أكابر العلماء ، ليلقوا درسا في الجهاد والوعظ ، فلبى النداء وأمر المفتي فجمع ستة من أكابر العلماء ، وهم : مولانا الشيخ حمدان الونيس القسنطيني عين أعيان مدرسي الحرم النبوي ، ومولانا السيد محمد بن جعفر الكتاني شيخ أهل الحديث ، ومولانا الشيخ خضر الشنقيطي ، وأخوه الشيخ محمد حبيب الله ، ومولانا الشيخ حسين أحمد الهندي ، ولما التأم المجلس جلس المفتي مأمون بري أفندي بصفته شيخ علماء المدينة في صدر المجلس ، ثم جلس العلماء أمامه ، وعن يمنيه كلّ في محله ، ثم جلس أنور باشا وجمال باشا متصفين