وعلى الجملة فقد كان لدولته ـ أيده الله ـ في تشريفه الأول وملاقاته هذه حفاوة عظيمة برجل من أعظم رجال الدولة العلية حنكة وغيرة عليها.
وقد قالت جريدة لبنان الرسمية في هذا الصدد ما يأتي :
((مذ حلت البشرى بطلعة «أنور» |
|
سعت القلوب إليه في لبنان |
حتى الجبال مشت على أقدامها |
|
وترحبت بالقائد العثماني |
كان يوم الأحد والاثنين من هذا الاسبوع يومي مهرجان تألق مجدهما على جبهة الزمان في تاريخ جبل لبنان بقدوم صاحب الدولة والإقبال وكيل القائد الأعظم وناظر الحربية الجليلة «أنور باشا» البطل الباسل المقدام ، وحضرة صاحب الدولة قائد الجيش الرابع وناظر البحرية «جمال باشا» وبعض الأركان والأمراء الكرام. فقد أقيم لدولة القائد الشهير احتفال باهر في لبنان لم يتقدمه مثيل من بلدة زحلة حتى محطة فرن الشباك بموجب برنامج الاحتفال الذي أمر حضرة ملجأ المتصرفية الجليلة بتنظيمه ، وكان القائمقامون والمديرون ولجان البلديات ومشايخ القرى يحتفلون بقدومه والجنود العثمانية مشاة وفرسانا تنتسق صفوفا لأداء مراسم التحية والسلام ، والموسيقى اللبنانية تصدح صداح التهليل والترحيب ، والرايات العثمانية المظفرة تخفق في دور الحكومة والمنازل والشوارع ، وقبب النصر تزدان بالأزهار والرياحين ، والجموع من مأمورين ووجوه وأعيان تحشد للقياه.
«فعند الساعة الرابعة بعد ظهر الأحد أقبل دولته على سيارة من زحلة وإلى جانبه دولة جمال باشا تتبعهما سيارات حضرة ملجأ المتصرفية ـ المشار إليه ـ والأركان والأمراء الكرام إلى الحازمية ؛ حيث نصبت الخيام ، وكان على حبل انتظاره كبار المأمورين الملكيين والعسكريين بمظاهر التكريم والإجلال ، وعدد