أخبرنا أبو الحسين الفقيه الشافعي ، نا عبد العزيز الكتّاني (١) ، قال : كان عبد الوهّاب ـ يعني الميداني ـ بين ذلك ـ يعني في ثقته ـ سمعت الفقيه أبو الحسن بن قبيس يحكي عن أبيه أو عن غيره من شيوخه من أدرك ابن الميداني.
أنه كان لا يبخل بإعارة شيء من كتبه سوى كتاب واحد كان يضنّ بإعارته ، فلما احترقت كتبه استجد جميعها من النّسخ التي كتبت منها غير ذلك الكتاب الذي ضنّ بإعارته ، فإنه لم يقدر على نسخته ، وآلى على نفسه أن لا يبخل بإعارة كتاب ـ أو كما قال ـ.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز ، حدّثنا هشام بن محمّد الكوفي ، قال :
توفي أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني يوم السبت لسبع بقين من جمادى الأولى من سنة ثماني عشرة وأربعمائة ، وذكر أن مولده سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
قال (٢) عبد العزيز : حدّث عن أبي عبد الله محمّد بن إبراهيم بن مروان ، وأبي علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري وغيرهما ، كتب الكثير ، وذكر أنه كتب بنحو مائة رطل حبر ، احترقت كتبه ، وجدّدها ، كان فيه تساهل ، واتّهم في محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاري (٣).
وذكر أبو علي الأهوازي أنه عاش ثمانين سنة ، ودفن في مقبرة باب الفراديس ، وصلّى عليه في الجامع أبو محمّد بن أبي نصر ، وفي مسجد الجنائز القاضي أبو تراب بن أبي الحسن.
٤٣٦٦ ـ عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد بن موسى
ابن سعيد بن راشد بن يزيد بن قندس (٤) بن عبد الله
أبو الحسين الكلابي المعروف بأخي تبوك العدل (٥)
روى عن : طاهر بن محمّد الإمام ، ومحمّد بن خريم ، وأبي الحسن بن جوصا ، وسعيد بن عبد العزيز ، وإبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان ، وأبي
__________________
(١) في م : الكناني ، تصحيف.
(٢) في م : قال أبو عبد العزيز.
(٣) انظر ميزان الاعتدال ٢ / ٦٧٩ وسير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٠٠.
(٤) في م : فندس. وفي تاج العروس بتحقيقنا : فندس (بالفاء) كقنفذ ، وقندس (بالقاف) كقنفذ : علم.
(٥) انظر أخباره في :
سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٥٧ العبر ٣ / ٦١ والنجوم الزاهرة ٤ / ٢١٤ وشذرات الذهب ٣ / ١٤٧ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٣٨١ ـ ٤٠٠) ص ٣٣٣.