فأجابهم الإمام بأن الرسول لا ينطق عن الهوى ، وهو يتبع ما يُوحى اليه ، ولا يمكنه أن يتقول على الله ، أو يعلن أمراً بهذه الخطورة دون الموافقة الإلهية ، ثم لنفرض أن الامر شورى بين المسلمين فآل محمد عترته أهل بيته من المسلمين بل هم الناصية ، وعنوان الفخار ، فكيف تكون الخلافة دون استشارتهم ، لقد كانوا غيباً عن هذه الشورى؟!
فقالت بطون قريش التي كانت تقف خلف الخليفة بكل كثرتها وخيلائها وفخرها ونفوذها : يا على قد جادلتنا فأكثرت جدالنا ، فإما أن تبايع انت وعترة النبي أهل بيته واما ان تُقتلون!! فالتفت الإمام ولم يجد له معيناً إلا أهل بيته ، فضن بهم عن الموت ، فسلم لدولة بني تيم وبعد ستة شهور بايع وبايع معه أهل البيت.
٢ ـ ونظراً للجهود المضني التي بذلها عمر بن الخطاب بتوحيد بطون قريش وحلفائها ، وبإقامة دولة البطون الأولى عهد الخليفة الأول له بالخلافة فكانت مبررات استخلاف الثاني هي نفس مبررات استخلاف الأول وزادت عنها بعهد الأول وهكذا نشأت دولة فعلية لبني عدي وتقدم آل عدي على آل محمد.
٣ ـ والخليفة الثاني على فراش الموت عهد بالخلافة عملياً لعثمان بن عفان وهو حليف الأول والثاني ووزيرهما ، وصاحب الجهد الأعظم بإقامة دولتهما وهو عميد البيت الأموي وكان مبررات توليته هي نفس مبررات الخليفتين الأول والثاني ، والفارق أن الخليفة الثالث هو زوج ابنة النبي التي ماتت ولم تعقب وليس والد زوجة النبي وأن الثاني قد عهد إليه ، وهكذا قامت عملياً دولة بني أمية ولكن دون إعلان في البداية ، وفي مرحلة من مراحل الخليفة الثالث خاطب وزيره مروان بن الحكم المسلمين بقوله : « شاهت وجوهكم تريدون أن تسلبونا ملكنا »!!
٤ ـ لما آلت الخلافة إلى الإمام علي بن ابي طالب بنفس الوسائل والطرق التي أوجدتها بطون قريش ، ونفس المبررات التي تولى فيها الخلفاء الثلاثة الحكم وقفت بطون قريش وقفة رجل واحد ، ورفضت خلافة الإمام على ثم قتلته ، ثم رفضت خلافة ابنه لم تقبل الا بعد هزيمة آل محمد وعودة منصب الخلافة للبطون. لأنها لا تقبل بحكم آل محمد وترفض رفضاً أن تكون لهم دولة!!