ولا مانع لدى بطون قريش من أن تتكون دولة للموالي ، وللأنصار ، ولأي مسلم لكنها لا تقبل بدولة آل محمد ، قال الخليفة الثاني وهو على فراش الموت : « لو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لوليته واستخلفته » وسالم هذا من الموالي ولا يعرف له نسب في العرب ، فالخليفة الثاني يتمنى حياة الموالي الأموات ليوليهم الخلافة ، ويتجاهل وجود آل محمد تجاهلاً تاماً من الناحية العملية ، ولا يرى أن فيهم من هو أهل لتولي الخلافة »!!!
٥ ـ ومع أن معاوية بن أبي سفيان أبوه وأخوته هم الذين قادوا جبهة الشرك وقاوموا رسول الله وحاربوه طوال مدة ٢١ عاماً ، ولم يسلموا إلا بعد ان أحيط بهم فاضطروا مكرهين للتلفظ بالشهادتين إلا أنه وبعد أن وطد له الخلفاء الثلاثة استولى على منصب الخلافة بالقوة والقهر وأسس دولة خاصة بآل ابي سفيان وهم أعداء الله ورسوله الألداء وحجة معاوية ومبررات خلافته أنه القوي الغالب ، وأنه صحابي وأنه مسلم ، وأنه من عشيرة النبي ، وأن أخته هي إحدى زوجات النبي!!
٦ ـ بعد أن سقطت دولة آل أبي سفيان آلت الخلافة إلى ذرية عدو الله وعدو رسوله الحكم بن العاص ، الذي لعنه رسول الله ونفاه وحرم عليه أن يسكن معه في المدينة ، وحذر المسلمين من شروره ومع هذا كون دولة خاصة بآل الحكم بن العاص بحجة انه أموي ، وأنه أولى بمعاوية وأنه من قريش عشيرة النبي!! وصار المسلمون رعايا لهذه الدولة كما كانوا رعايا للدولة التي سبقتها ، وبايعوا خلفاءهم تماماً كما بايعوا الذين قبلهم.
٧ ـ وجمع العباسيون القوة ، وأعدوا وسائل الغلبة ، ورفعوا شعارات آل محمد ، فاستولوا على منصب الخلافة بالقوة والقهر كونوا دولة خاصة بآل العباس بحجة وبمبررات مفادها أنهم أحفاد العباس عم النبي ، لما قال لهم أهل بيت النبوة بأننا أحفاد النبي نفسه ، أحفاد عم النبي الشقيق ، وأنتم رفعتم شعاراتنا ، وتعرفون حقنا وأننا الأولى منكم ، وكنتم تتفرجون علينا ونحن نقتل ونسام سوء العذاب!! فيغضب العباسيون ويصبون على آل محمد فيضاً جارفاً من النقم والقتل والعذاب وكأنه ليس بين العباسيين وبين عترة النبي أية قرابة!!
٨ ـ وتتفكك الدولة العباسية ، ويغلب كل والٍ على ولايته ، ويؤسس له