المكفوفون في الأزهر :
امتاز الأزهر عن جميع المعاهد العلمية والجامعات الكبرى بمزيد الاهتمام وعظيم الرعاية والعناية بالطلبة المكفوفين ، فهو يحتضنهم ويمددهم بالاعانات الرتبية في كل شهر ، ويكفل لهم الاستقرار في حياتهم المدرسية ، وهم في منهاج تعليمهم كالمبصرين سواء بسواء ، ما عدا المواد التي لا بد فيها من الإبصار ، كالعلوم الرياضية والتجارب العلمية في الطبيعة والكيمياء ، وتصدر لهم براءات ملكية من ولي الأمر عند انتهاء دراساتهم كالمبصرين ، ويضمن لهم مستقبلهم ، إذ يمتهنون بعض المهن العلمية في الدولة : كالتدريس والامامة والخطابة والوعظ والارشاد.
ولقد تخرج في الأزهر كثير منهم ، كان لهم القدح المعلى في الثقافة العامة والتربية والتعليم ، واشتهر منهم كثير في الأزهر ، والميادين العلمية قديما ، كالشيخ القويسني وقد وصل بشهرته ومكانته إلى مشيخة الاسلام في الأزهر سنة ١٢٥٠ ه ، وحديثا : كالشيخ حسين زين المرصفي ، والشيخ علي الصالحي ، والشيخ محمد ماضي الرخاوي ، والشيخ إبراهيم الحديدي ، والشيخ يوسف الدجوى ، والشيخ سالم البولاقي ، والشيخ عبد المطلوب برعي ، والشاعر الفحل الشيخ احمد الزين ، وكان له في دار الكتب الملكية آثار محمودة في البحوث الأدبية والعلمية.
ومن بين هؤلاء من لم يتم دراسته في الأزهر ولكنه نجح في الحياة ، وطار صيته في الآفاق كل مطار ، كالدكتور طه حسين .. وقد سافر في بعثة دراسية الى فرنسا الأستاذ فتحي عبد المنعم وهو من مدرسي الأزهر المكفوفين.
لجنة الفتوى بالأزهر
كانت ترد إلى مشيخة الأزهر من الأقطار الشقيقة وغيرها استفتاءات كثيرة في مسائل دينية متنوعة ، يطلب أصحابها الافتاء فيها على مذهب معين ، او من غير تقيد بمذهب من المذاهب .. ولما كانت تلك