وما تلم به أحيانا من المعضلات في مختلف الفلسفات. فكانت مجلة الأزهر في تلك المواقف حائلا قويا بين تلك الموجات العنيفة والدين ، على أسلوب علمي بحت ، وبأسلحة من الطراز الذي يهاجم به الدين في أخص ما يدعو اليه.
وطار صيت مجلة الأزهر في الآفاق الاسلامية ، بما كان يقتطفه منها كتاب تلك الأقطار ، وما يترجمه عنها المشتغلون منهم بالصحافة ، فكان أثرها بعيدا في حماية العقائد ، وتقويم المذاهب ، وطمس معالم البدع ، وتجلية الدين الحق في صورته الصحيحة.
ولما تولى مشيخة الأزهر المرحوم الشيخ مصطفى عبد الرازق رغب في ان تكون مجلة الأزهر مستكملة لنظم المجلات الجامعية ، فوضع لها قانونا ، وحدد المواضيع التي تطرقها ، ووضع لها نظاما ، وشجع على السير بها قدما بكل ما استطاع من وسيلة.
وكان من أجل ما قامت به هذه المجلة من خدمات ، تلك الصلة الكريمة التي أوجدتها بين المسلمين في البلاد كافة وبين الأزهر ، فإن لهذه الصلة أثرا أدبيا يظهر فعله في الأخلاق والآداب ، إن لم يكن عاجلا ، فعلى مدى الأيام والسنين ، وكان لا بد من إيجاد هذه الصلة في هذا العهد.
وقد تولى إدارة المجلة علماء ممتازون ، منهم الأستاذ الكاتب العالم محمد فريد وجدي المتوفى في ٦ فبراير ١٩٥٤ .. وفي عهد مشيخة الشيخ عبد المجيد سليم الثانية عهد بإدارة المجلة إلى الأستاذ احمد حسن الزيات.
ثم تولى إدارتها بعده الأستاذ الكبير الشيخ محمد عرفة عضو جماعة كبار العلماء ، ثم الشيخ محمد عبد اللطيف السبكي عضو الجماعة كذلك.
ومنذ المحرم ١٣٧٤ ه بدأت المجلة تصدر مرتين في الشهر بدلا من مرة واحدة.