الطلاب بالسنة الأولى الإبتدائية حتى يمكن أن تتعادل حاجة البلاد وحاجة الأزهر إلى المدرسين مع عدد المتخرجين في الأقسام النهائية. ويمكن القول بعد هذا أن العامل الاقتصادي لعب دورا هاما في سياسة التحديد ، وإنه حين ـ انتعشت الأحوال الاقتصادية في البلاد وسمحت ميزانية الدولة بالتوسع في التعليم العام ، وأخذت بمبدأ تكافؤ الفرص وإتاحة التعليم الإبتدائي المجاني لكل من يرغب فيه ، اتسعت آفاق الآمال للمتخرجين ، واشتدت الحاجة إلى المعلمين يسدون حاجة هذه المدارس ـ خفت وطأة التحديد وبدأت المعاهد تقبل جميع الناجحين من المتقدمين إليها ، حتى تضاعف هذا العدد من ١٠٠٠ في سنة ١٩٤٠ إلى ٢٠٠٠ في سنة ١٩٥٠.
جماعة كبار العلماء
ـ ١ ـ
أنشئت هذه الجماعة بمقتضى قانون إصلاح الأزهر الذي صدر عام ١٩١١ ، وقد ظلت قائمة حتى اليوم. وأعضاؤها يظلون في مناصبهم العلمية حتى الوفاة ، ولما جاء الشيخ عبد الرحمن تاج شيخا لمشيخة الأزهر هذا العام وأصدر قانونه بإحالة علماء الأزهر إلى المعاش في سن الخامسة والستين بدلا من سن السبعين نص في القانون على أن هذا القيد يسرى على أعضاء جماعة كبار العلماء أيضا ، وبذلك أصبح الأعضاء لا يتمتعون بهذه الميزة الكبرى التي كانت لهم من قبل ، وقد خرج من الجماعة لذلك شيوخ الأزهر الكبار الذين بلغوا هذه السن أو تجاوزوها.
وقد كتبت في مناسبات عديدة عدة مقالات عن الجماعة ، أرى تسجيلها في هذا المقام.
ـ ٢ ـ
أنشئت هذه الجماعة في الأزهر لتنهض بأعباء الإصلاح الديني المنشود ، ولتحمل عبء المجهود العلمي في مصر والشرق ، بخدمة التراث الإسلامي ، ورعاية الثقافة الدينية ، وامدادها بالمؤلفات والبحوث.