وقد بعثت رغبات جامحة لا نعرف أسبابها على أن ينظر كثير من المسئولين في الأزهر إلى هذه الأقسام نظرة لا تليق بمكانتها وجهودها في الأزهر ورسالتها التي تحملها ، حتى لقد مضى عليها خمس سنوات لم يقبل فيها أحد من أوائل الشهادات العالية بالأزهر.
ونحن ننادي بفتح هذه الأقسام من جديد ، على أسس أكثر نظاما ، وأدق تجديدا من النظم الأولى التي كان يسير الأزهر عليها ، فجهود خريجه ورسائلهم وبحوثهم العلمية وآثارهم الثقافية في حياة الأزهر الآن هي سجل ناطق بمدى نجاحهم ونجاح هذه الأقسام الدراسية العليا في غايتها الثقافية والعلمية.
وأهم هذه الأسس التي نراها صالحة لتوجيه هذه الدراسات والطلبة المثابرين عليها هي :
أولا ـ العناية التامة بطلبة هذه الأقسام عناية أدبية ومادية تحول بينهم وبين كل ما يعوقهم عن التفرغ للبحث والدرس.
ثانيا ـ الاختيار الصالح لأساتذة هذه الأقسام ، فحيث يوجد الأستاذ الكفء يوجد النشاط العلمي والحياة العقلية الخصبة ، ويخلق الطالب النابغة ، وذلك هو ما ننشده لهذه الأقسام ، ولقد كانت محاضرات الأستاذ الشيخ محمد عرفه في هذه الأقسام ومدى أثرها وتوجيهها العقلي دليلا على ما يمكن للأستاذ أن يفعله وأن يأتي به من معجزات حينما يختار لمهمته فيحسن اختياره ، ويكلف بالعبء الذي يستطيع أن ينهض به.
ثالثا ـ تحديد مناهج الدراسة والكتب ومواعيد المحاضرات والامتحانات تحديدا واضحا لا لبس فيه ولا غموض.
رابعا ـ جعل العلوم الإضافية في هذه الأقسام قاصرة على السنتين الأوليتين فيها ، على أن يعقد امتحان بعد العامين للطالب الذي يلتحق بها يمتحن فيه في جميع المواد الإضافية ليفرغ بعد هذا الإمتحان إلى المواد الأساسية التي يعد نفسه من أجلها.