ولكن الذي حدث من المسئولين في الأزهر حيال أقسام الأستاذية هو :
١ ـ أغلقوا قسم الأستاذية إغلاقا نهائيا منذ أكثر من أربع عشرة سنة ، واحتجوا لذلك بأنهم سيعيدون النظر في نظامه.
٢ ـ سلكوا الحاصلين على هذه الشهادة مع حملة أدنى شهادات الأزهر في سلك واحد وحكموا الأقدمية المطلقة بينهم في الترقيات ومنح الألقاب العلمية.
وإنا لنقترح مساواة خريجي الأستاذية بنظرائهم في الجامعات من كل النواحي العلمية والأدبية والمادية ، وفتح أقسام الدراسات العليا في كليات الأزهر فورا وقبول المتقدمين إليها من الطلاب. وزيادة عدد الأساتذة ذوي الكراسي في كليات الأزهر بما يناسب الزيادة في عدد الطلاب والمدرسين والمواد الدراسية فقد حدد عدد هذه الكراسي في عام ١٩٣٦ ، ولم يكن بالكليات من المدرسين والطلاب أكثر من خمس العدد الحالي.
الصلات العلمية بين الأزهر والجامعة
منذ أعوام قلائل قرأت في بعض الصحف ، سؤالا لشاب أزهري كتب يقول : «أنا طالب أزهري حاصل على شهادة إتمام الدراسة الثانوية من معهد القاهرة وأجيد الفرنسية والانجليزية إجادة تامة ، فهل يجوز لي الالتحاق بكلية الآداب؟» ونشر مع السؤال رأي سيادة عميد كلية الآداب ونصه : «لا يمكن قبول الطالب بكلية الآداب ، وفقا للوائح التي لا تزال متبعة إلى الآن» ، وأمر هذه اللوائح عجيب حقا ، فهي التي تسيطر على التفكير الحر في مصر. وكيف يمكن إقناع الطالب المسكين الذي يريد إكمال دراسته بقسم اللغة بكلية الآداب بأن رد العميد عادل ومعقول؟ ولم فات الدكتور طه حسين أمر هذه اللوائح حين كان عميدا لكلية الآداب ، فأمر بقبول عدد كبير من طلاب الأزهر بكليته ، ونظم لمن لا يعرف منهم لغة أجنبية دراسات خاصة ، فكانوا أكثر خريجها نشاطا وانتاجا؟. ولا تزال هذه اللوائح أيضا تحول بين أساتذة الأزهر وحرية التقديم لشهادات الجامعة ، والانتظام في