اعتزاز الأزهر بهذه الدراسات ضئيلا محدودا ، تجلي في طبع رسالتين أو ثلاث من رسائل خريجيها ، وفي عرض بعضها في المعرض الزراعي عام ١٩٤٩ ولا يزال جل هذه الرسائل مخطوطا في مكتبات الكليات الأزهرية ، وعددها يقارب المائتين.
فمن مبلغ الأزهر بأن نظامه الجامعي وازدهاره العلمي لن يكون لهما كيان إلا إذا عادت من جديد هذه الدراسات العليا فيه ، تؤدي رسالتها العظيمة في خدمة الدين والثقافة ، وتجديد مناهج البحث العلمي الحر ، والكشف عن آثار التراث الإسلامي المجيد ، والنهضة بالثقافة الأزهرية ، حتى تبلغ المنزلة الرفيعة ، التي بلغتها الثقافات الحديثة ، في جامعات الشرق والغرب.
ويتحدث الخريجون من قسم الأستاذية في مذكرة رفعوها إلى المسئولين في أكتوبر عام ١٩٥٢ ، عن حاضرهم وآمالهم فيقولون :
أنشىء قسم الأستاذية في الأزهر بمقتضى القانون رقم ٤٩ لسنة ١٩٣٠ المعدل بالقانون رقم ٢٩ لسنة ١٩٣٦ حينما أريد للأزهر أن يكون جامعة وأن تنشأ به كليات للتعليم العالي ، وأن يقضي على عوامل الانحلال التي عصفت به وذهبت بكل ما كان له من مجد وجلال. ولم يكن بالأزهر عند صدور القانون أساتذة يحملون مؤهلات ممتازة تخول حامليها التدريس في كلياته ، فأنشىء فيه هذا القسم لتخريج أساتذة ممتازين يعهد إليهم بهذه المهمة ، وأطلق عليه إسم تخصص المادة ... ويختار طلابه من أوائل الشهادات العالية من الكليات ويقضي فيه الطالب ست سنوات على الأقل ، ثم يقدم في نهايته رسالة قيمة تناقش مناقشة علنية ويمنح الناجح فيها شهادة تسمى العالمية من درجة أستاذ وهي تعادل «دكتوراه ممتازة حرف أ». ومن هؤلاء وحدهم تتكون هيئات التدريس بالكليات تطبيقا للمواد ٤١ ، ٤٢ ، ١١٩ من القانون رقم ٢٦ لسنة ١٩٣٦ ، كما جعل الحصول على هذه الشهادة شرطا لعضوية جماعة كبار العلماء ، ومن بين هؤلاء يختار شيخ الأزهر وكبار الموظفين الإداريين فيه ..