كان السيوطي مخلصا للعلم وحده صادقا فيه مع نفسه بعيدا عن الملق والتزلف والرياء وحب الدنيا والرياسة والجاه ، شديد المراقبة لله عز وجل ، وإن غضب عليه الحكام والسلاطين ، وكم لاقى في سبيل جرأته وشجاعته ورأية الحر الكثير من العنف ..
أرسل إليه السلطان الغوري غلاما وألف دينار ، فرد الدنانير وأخذ الغلام أعتقه ، وقال لرسول السلطان : لا تعد تأتينا قط بهدية فإن الله أغنانا عن مثل ذلك.
وكان الأمراء يزورونه ويعرضون عليه هداياهم وهباتهم فيردها (١١) وقد عرض عليه الغوري رياسة مشيخة مدرسته بأول الغورية فرفض وقبل البقاء في عزلته ..
* ولم يكن يكترث لغضب الأمراء والسلاطين ، وكان الحريص على إقامة الحدود وتطبيق الأحكام الشرعية مهما كلفه ذلك من عنت ..
* رفض جلال الدين الذهاب مع العلماء لتهنئة السلطان بالشفاء من مرض ألم به وألف في ذلك كتابه «رواية الأساطين في عدم المجيء إلى السلاطين».
* ذهب ذات مرة لمقابلة قايتباي في مظلمة لإنسان وعلى رأسه الطيلسان مما خالف فيه التقاليد المرعية آنذاك ومما أخذ عليه عند السلطان فرد على ذلك بكتابه «الأحاديث الحسان في فضل الطيلسان».
* وحين عزل مشيخة البيبرسية كتب كتابا عنوانه «التنفيس في ترك الفتيا والتدريس».
وكان من أجل تلاميذ جلال الدين : الداودي (٩٤٥ ه) والشامي المحدث الحافظ (٩٤٢ ه) وابن طولون الدمشقي المحدث (٨٨٠ ـ ٩٥٣ ه) وسواهم ..
__________________
(١١) ٦٦٣ ـ المزهر