الرابع : في فرائد الاجتهاد.
وهو في هذا الكتاب يقف مع العصر ومع العقل وينأي عن التقليد والمقلدين ..
كملت عند السيوطي أدوات الاجتهاد على ما اشترطه الأصوليون فكان عالما بآيات الأحكام وأحاديث الأحكام وشروط القياس ومعرفة مواقع الاجماع ، غير أنه لم يجتهد بالفعل إلا اجتهاد المذهب بالترجيح على مذهب الإمام الشافعي (١٧).
ويقول السيوطي : «اجتمع عندي ـ بحمد الله ـ الحديث والفقه والأصول وسائر الآلات من العربية ، فأنا أعرف كيف أتكلم وكيف أستدل وكيف أرجح (١٨).
ويقول : وقد كملت عندي أدوات الاجتهاد ـ بحمد الله ـ ولو شئت أن أكتب في كل مسألة تصنيفا بأقوالها وأدلتها العقلية والقياسية ومداركها ونقوضها وأجوبتها والمقارنة بين اختلاف المذاهب فيها لقدرت على ذلك (١٩).
ويقول : وقد كملت عندي الآن آلات الاجتهاد وبحمد الله تعالى أقول ذلك تحدثا بنعمة الله عز وجل (٢٠).
وبعقلية المجتهد أثرى السيوطي العلم وأثرى التراث الإسلامي وأثرى الثقافة الإسلامية ..
* * *
* وهكذا نرى شخصية الإمام السيوطي الجليلة في كل شيء شخصية
__________________
(١٧) مقدمة كتاب الراوي : تحقيق د. عبد الوهاب عبد اللطيف.
(١٨) الكاوي في تاريخ السخاوي.
(١٩) ٢ / ٢٤٨ ـ الحاوي للسيوطي
(٢٠) ١ / ١٤١ ـ حسن المحاضرة.